أبوظبي، 20 مايو 2024: أعلن مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطوِّرة في أبوظبي إطلاق مبادرة «خارطة الإمارات للأبحاث» التي تهدف إلى دفع عجلة قطاع البحث، ورفع مستوى الكفاءات، وتوفير منصة مركزية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس الإمارات للبحث والتطوير، تُمكِّن الباحثين من الحصول على معلومات عن مراكز البحث والتطوير، وفرص التمويل ودعم المشاريع، وبرامج التدريب والإرشاد، ما يدعم قطاع البحث والتطوير في دولة الإمارات.
وتُسهم خارطة الإمارات للأبحاث في تنسيق وتوحيد المجهودات بين الجهات الحكومية ومعاهد التعليم العالي والمنظَّمات البحثية والشركاء ضمن القطاع، موفِّرة منصة مركزية موحَّدة في الدولة تعمل على تنظيم المحتوى، ويستطيع الباحثون استخدامها للحصول على المعلومات التي يحتاجون إليها. حيث تقدِّم معلومات شاملة في قطاع البحث والتطوير، وتستعرض المجالات الواسعة التي تغطّيها الأنشطة البحثية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتمثِّل البوابة أيضاً منصة مهمة يُعلَن من خلالها عن مسابقات وفعاليات البحث والتطوير، وتُدرَج من خلالها مجموعة الوظائف الشاغرة ذات العلاقة في هذه المنظومة.
ومن المرتقَب أن تضفي المنصة الوطنية المركزية قيمة كبيرة لتسهم في تعزيز القطاع البحثي الذي يؤدّي دوراً رئيسياً في الاقتصاد الوطني، من خلال تسليط الضوء على فرص التمويل ودعم المشاريع وبرامج التدريب والإرشاد، وبناء العلاقات بين الخبراء، وتقديم فرص العمل ودعم المهارات الإماراتية. وتمثِّل أيضاً مركزاً للمعلومات لاستعراض المنشورات والأبحاث ومراكز البحث والتطوير في دولة الإمارات، والحصول على السياسات والإرشادات ذات الصلة.
ومن الأهداف الرئيسية للمنصة إبراز مجموعة الفرص التكنولوجية والملكيات الفكرية المتاحة ضمن منظومة البحث والتطوير في دولة الإمارات، حيث يتيح للجامعات وروّاد الأعمال نشر الفرص الخاصة بها.
وقال سعادة شهاب عيسى أبو شهاب، المدير العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة: «ستوفِّر خارطة الإمارات للأبحاث في دولة الإمارات منصة فريدة للتعاون في منظومة البحث والتطوير؛ لأنها تهدف إلى تعزيز استثمار جميع الموارد المتاحة بالشكل الأمثل من جانب الأفراد والجهات المعنية بهذه المنظومة. وقد نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في إطلاق منظومة البحث والتطوير لديها وتوسيعها ضمن إطار زمني محدود جداً، واللحاق بركب الإمكانات الهائلة التي توفِّرها الاكتشافات التكنولوجية الحديثة. وتجمع هذه المنصة المركزية مجموعة من أهم الأسس والمكوّنات التي ستُسهم في تعزيز قدراتنا المعرفية والبحثية، وتعمل أيضاً على توسيع شمولية وفعالية المنظومة البحثية، ويُتوقَّع أن تصبح خارطة الإمارات للأبحاث في دولة الإمارات أداة فعّالة لتحقيق هذه الغاية».
ومن جانبه، أكد سعادة الدكتور محمد المعلا وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية، أن من ضمن أولويات الوزارة توثيق التعاون مع الجهات المختلفة بالدولة لتسريع الخطى نحو تأسيس قاعدة بيانات ومنصة وطنية موثوقة تزخر بالمعلومات الشاملة والمتكاملة، ومختلف التفاصيل الداعمة والمتصلة بالبحث والتطوير، لتكون بمثابة مورد مهم للجهات والخبراء والمختصين والطلبة، وغيرهم، لتمكينهم وتزويدهم بمختلف المعلومات الدقيقة التي تتطلبها عملية البحث والتطوير، وبالتالي تشكل ضمانة حقيقية لتسريع وتيرة الإنجاز وتحقيق تنافسية الإمارات ومواكبة مستجدات العصر.
وأوضح المعلا أن اطلاق مجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة (ATRC)، مبادرة "خارطة الإمارات للأبحاث"، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس الإمارات للبحث والتطوير (ERDC)، يشكل نقلة نوعية سيكون لها أثرها المستقبلي لتحفيز البحث والتطوير، وأداة فعالة للدفع قدما بعجلة التقدم المعرفي والعلمي في شتى مسارات الحياة في دولة الإمارات، وهي خطوة تتماشى مع النهج الوطني ورؤية الإمارات المستقبلية في ترسيخ نهضة حقيقية واستدامة المقدرات من خلال توفير الممكنات التي تسهل عمل الجهات المختلفة والباحثين والفرق البحثية والطلبة من الوصول إلى البيانات التي يحتاجونها بدقة وسرعة، ووفق أفضل النظم التكنولوجية المرنة المتبعة.
وذكر سعادته، أن ترسيخ مضمار البحث العلمي والتطوير، يتطلب حشداً للجهود والطاقات، كونه يشكل الركيزة الأساسية في إحداث الفارق على الصعد كافة سواء التنموية أو الاجتماعية أو الاقتصادية او الثقافية، وهو هدف رئيس يقع ضمن مساعي الوزارة الحثيثة لتحقيقه على أرض الواقع، وصولاً إلى تهيئة المناخ الإيجابي لتكون دولة الإمارات رائدة في هذا السياق ووضع اسمها على خارطة العالم التنموية، وبناء اقتصاد معرفي مستدام.
ستوفِّر خارطة الإمارات للأبحاث في المستقبل القريب مجموعة من الأدوات الأساسية والتحسينات المهمة، منها قسم متخصِّص في المنشورات والأبحاث الحديثة، وخاصية البحث عن الخبراء، إلى جانب خيارات الفلترة والتصنيف. وتضمُّ المنصة أيضاً قسم التسويق المعزّز الذي يساعد الباحثين على تبادل أفكارهم وابتكاراتهم، والانتقال بها من حدود المختبر إلى آفاق الأسواق العالمية.